في هذا العمل الشيق، نفتح أبواب الأسطورة على مصراعيها لنشهد كيف رسم الإغريق القدماء ملامح الحب والجمال في صور آلهة وشخصيات خارقة، تحمل من التناقض بقدر ما تحمل من السحر. بين أفروديت التي تولد من زبد البحر، وإيروس الذي يصيب القلوب بسهامه الصامتة، تنسج الأساطير الإغريقية رؤيتها الخاصة للعاطفة والجاذبية والرغبة، لا بوصفها مشاعر إنسانية فقط، بل بوصفها قوى كونية تحرّك الآلهة والبشر على حد سواء. هذا الكتاب ليس مجرد عرض لحكايات قديمة، بل تأمل في المعاني العميقة التي أضفاها الإنسان الأول على الحب، وكيف جعله مرآة لضعفه وقوته، لحنينه ولجرأته، لذاته ولما يتجاوزها. إنه دعوة لقراءة الجمال كفلسفة، والحب كقوة خالدة تسكن الذاكرة الإنسانية منذ فجر الحكاية. وهذا الكتاب الذي بين أيدينا الآن هو دليل لا غنى عنه ، ومفتاح للتعرف على جذور الميثولوجيا اليونانية، فهو يقدم لنا أصل الآلهة، وعلاقاتهم، وشجرة نسبهم، وأنواعهم، وغير هذا، بهدف تزود القارئ بالخلفيات المناسبة لدى تعاطيه الأدب اليوناني القديم، أو مطالعة النصوص التي استلهمتها من أعمال شيللر وشيكسبير وغيرهما من رواد الأدب الغربي. فهذا الكتاب إذن هو مصباح لا بد منه للتمتع بجنة هوميروس، وجنات الشعراء الأفذاذ الذين جاءوا من بعده، فشادوا على بنيانه صرح ذلك الأدب.

310 صفحة | غلاف ورقي