في هذا الكتاب.. يتجاوز العقاد حدود السرد التاريخي، ليغوص في أعماق الفكرة والرمز، متأملًا شخصية الإمام الحسين بن علي ككلمة صدق نطقت بها الإنسانية في لحظة خرس، وكشعلة نور لا تزال تتقد في ليل طويل من الظلم والخذلان. ويسرد العقاد ملحمة الحسين بوصفها ذروة الصراع بين طبيعتين: الأريحية التي تهب نفسها للحق دون حساب، والمنفعة التي تبيع كل شيء لقاء الغنيمة. فيُعيد العقاد قراءة مأساة كربلاء من منظور يتجاوز المألوف، مستعرضًا الجذور التاريخية والعقائدية والسياسية للصراع بين البيت الهاشمي والبيت الأموي، متتبعًا خصائص كل أسرة، وأمزجة رجالها، ونشأتهم، ومقاصدهم، ويضع الحسين في مواجهة يزيد، لا على مسرح السياسة، بل في محراب القيم، حيث تنتصر الكلمة على السيف، والدم الطاهر على الطغيان. ويقدم دعوة إلى التأمل في مقام الشهادة، وفي معنى أن يختار المرء الموت حفاظًا على الحياة الكريمة. ليخلص العقاد إلى ألا بقاء للإنسانية بغير الاستشهاد.
190 صفحة | غلاف ورقي
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.