بحثا عن وطن

بحثا عن وطن

220 EGP

لقد ذهب البحرُ بعقولهم ،وقدراتهم، كانوا يصرخون ويبكون، فبعد أن كانوا جماعة في طرفة عين أصبحوا أشتاتًا، والأمواج تحجب أصواتهم عن بعضهم، ويفرق بينهم، وقد خالطت دموعهم مزن المطر العذب، الَّذي يسقط من السماء وأمواج البحر المالحة الَّتي تشبه ملوحة دُموعهم. بعد ساعتين يئسُوا من النجاة، ولم تعد في أجسادهم الحياة كما ينبغي، لقد أصبحوا عاجزين رغم محاولتهم الخروج من هذا المأزق، ولكنهم لا يرون مكانًا للخروج أو النجاة فيه، وليس هناك شاطئ بالجوار، ولا سفينة ولا زورق مُتجه إليهم، ولا جبل يعصمهم من الماء. إنهم لا يرون إلا ظلامَ البحر.. وظلامَ الليل فقط. في تلك الحظة هطلت الأمطارُ الغزيرة، واستمرت أكثر من ساعة، ثم توقفت، ودخل السكون في الثلث الأخير من الليل، وفي ذلك الوقت لم يعد أحدٌ بجانب أحد، كلّ واحد منهم لا يعرف أين هو، وأين غيره، وما مصيرُه، أو مصير غيره؟

320 صفحة|غلاف ورقي

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “بحثا عن وطن”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top